قرأت مرة من المرات مقالا في الموضوع ولم أجده لأضعه لكم .. كان فحوى المقال حول إحصائيات النقص المائي المتوقع في 2025 والذي كان متوقعا أن يغطي اليابسة بنسبة 60 المئة ، وكيف أن المجتمعات الاستخبارية تعتبر المورد المائي من الملفات المهددة للأمن القومي الخاص بها وخصوصا أمريكا باعتبار أن المقال كان عن إحدى المراكز فيها ، بعدها تطرق لقضية المنطقة العربية وندرة المياه فيها والعجز عن إدارة هذا المورد فيه ..وذكر أنه الكيان الص_هي_وني هو الجهة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك فائضا مائيا بسبب تقنيات معالجة المياه المستعملة وتكنولوجيا التحلية و الري الذكي وتقنيات تتبع التسريبات ...
وذكر المقال كذلك أن صناع القرار في الكيان الصه_يو_ني سيسخرون هذا في اتجاه" التعاون" و "التبادل" مع دول المنطقة من أجل فتح أبواب التعاون ( التطبيع ) في المجالات الأخرى، لأنه كما هو معلوم أن الأمن المائي ليس متعلقا بوصول مياه الشرب إلى المواطن فقط ولكنه يتجاوزه إلى إقتصاد الدولة باعتبار أنه يعتبر مادة اولوية في كثير من الصناعات وفي انتاج الكهرباء وفي الزراعة ..
وبالتالي فالمورد المائي في عموم المنطقة العربية ليس متعلقا بكل دولة لوحدها .. فإذا كان وجود هذا الكيان الغاصب ضمن إطار الهيمنة الغربية ، فإن الحرب على المورد المائي باعتباره عنوانا للحروب المقبلة سيكون ضمن نفس الإطار .. مدخلا لزيادة التوتر في المنطقة وتوجيهها نحو خيارات معينة وتكريس مزيد من الهيمنة والسيطرة ..
النظام العالمي والدول الكبرى تنظر إلى المورد المائي في المنطقة العربية كلها على أنه مدخل إما للتقويض و إما للتطبيع وتكريس الهيمنة، وإما للحرب .. ولا يمكن أن يتحقق الأمن المائي لأي دولة اذا تعامل مع الأمر على أنه قضية داخلية للدول فقط .. فمادامت سايس بيكو واقعا مفروضا ابتداءً من الخارج ومقبولا كأفق حاليا في الداخل ، فالقطاعات الاستراتيجية ستبقى مرهونة للخيارات الخارجية ، ولنا ما بقي من الهوامش ..